روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | الدعوة بالموعظة الحسنة.. تجربة دعوية ناجحة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > الدعوة بالموعظة الحسنة.. تجربة دعوية ناجحة


  الدعوة بالموعظة الحسنة.. تجربة دعوية ناجحة
     عدد مرات المشاهدة: 3807        عدد مرات الإرسال: 0

توصف أمريكا بكثرة تنقل مواطنيها بين المدن والولايات، حيث تذكر بعض الإحصائيات أن متوسط إقامة العائلة الأمريكية في المكان الواحد هو خمس سنوات.
 
وقد كنت وعائلتي قريبين جدا من هذا المتوسط، فقد انتقلنا من مدينة "سياتل" في ولاية "واشنطن" إلى "لوس انجليس" في "كاليفورنيا" بعد بضع سنين من إقامتنا، وكان أقرب جيراني من المسلمين في الضاحية التي أسكن بها أخ من شبه القارة الهندية اسمه عبد الوهاب.
 
وكنا كثيرا ما نتزاور في البيوت، فضلا عن لقائنا اليومي في المسجد، وذات مرة ذكر عبد الوهاب الصعوبات التي كان يواجهها من زوجته الأمريكية قبل اعتناقها الإسلام، وقد ذكر لي القصة كما يلي:
 
عندما تزوجت (ريحانة) لم أكن ملتزما بالإسلام، كما أنها لم تكن ملتزمة بدينها النصرانية، و كنت قلما أذهب إلى المسجد كما أنها لم تكن تذهب مطلقا إلى الكنيسة.
 
وبعد فترة من زواجنا رزقنا الله بعدة أطفال. ومع نموهم وبلوغهم مراحل التمييز بدأت أقلق على مصيرهم عندما يكبرون وكيف أربيهم على الإسلام وأمهم غير مسلمة. لذلك عرضت على زوجتي أن ترافقني إلى المسجد ولكنها رفضت بشدة.
 
وزادت دهشتي منها عندما بدأت بالذهاب إلى الكنيسة، وصارت كلما حدثتها عن زيارة المسجد يزداد ذهابها إلى الكنيسة، وأخيرا لم أر بدا من أن أعرض ما قد يظهر أنه تنازل لها، وذلك بأن نذهب أسبوعا إلى المسجد جميعا، وأسبوعا إلى الكنيسة.
 
وأمام هذا العرض العادل لم تجد مناصا من الموافقة على مضض. وكان هدفي من وراء ذلك أن أعطيها الفرصة للتعرف على الإسلام وتعاليمه. ولما كانت هذه هي نيتي فقد عزمت على أن أتمسك بالإسلام وتعاليمه أكثر من ذي قبل، وأن تعكس تصرفاتي وأفعالي شخصية الرجل المسلم في البيت وخارجه مع كل من حولي.
 
راجيا أن يجعلها ذلك تتعرف إلى ما في هذا الدين من محاسن. وكان علي أن أتغير حقيقة، لا أن أتظاهر بذلك فقط، فأخلاق وطباع الزوجين الحقيقية لا يستطيعان إخفاءها عن بعضهما مهما حاول أحدهما ذلك.
 
ورغم الصعوبة التي واجهتني في البداية؛ إلا أني ولله الحمد والمنة بدأت ألاحظ تأثير ذلك في حياتي، وبدأت زوجتي تتفهم الإسلام ومزاياه وتعاليمه بالتدريج وتقبل على التعرف عليه، وتتفاعل مع ما تراه من خير في البيت ومع المجتمع الذي يحيط بنا. ثم انتهى بها الأمر إلى أن وفقها الله وشرح صدرها للإسلام؛ فأعلنت إسلامها ولله الفضل والحمد والشكر.
 
وبقدرة العزيز الحكيم أصبحت ريحانة امرأةً أخرى حيث أخذت نفسها بعزائم هذا الدين منذ البداية فالتزمت بالحجاب، وأخذت تبدي عظيم دهشتها حين ترى كثيرا من النساء المسلمات ـ من العالم الإسلامي- لا يرتدين الحجاب، بل ويخرجن متبرجات أمام الرجال.
 
وأصبحت تربي أبناءنا على تعاليم هذا الدين وتحثهم على الالتزام به، وهي التي كانت فيما مضى تقاوم محاولاتي لعمل الذي تعمله هي الآن بنفسها. بل إنها أصرت على أن ننقل أولادنا إلى مدارس إسلامية، وطلبت مني أن أقوم بتسجيل الدروس الفقهية والمحاضرات التي يلقيها إمام المسجد فيه وأحضرها لها لكي تستمع إليها.
 
وبهذا انتهت مشكلات عبد الوهاب بينما كانت مشكلات ريحانة في بدايتها، فقد عانت العديد من الصعوبات في تعلم الدين والالتزام به، فقد كانت حريصة على تطبيق كل ما تتعلمه والعمل به، فكانت تتعلم الإسلام وتطبقه بنفس مطمئنة وواثقة وراضية.
 
 وكانت زوجتي عندما تقابلها وتتحدث إليها تشعر بالفرق العظيم بينها وبين الكثير من المسلمات اللاتي ولدن من عائلات مسلمة، ومع الأسف لا يحملن من قيم الإسلام وخلقه وهديه إلا القليل. وكانت كثيرا ما تذكر لزوجها فضله - بعد الله- بأن كان السبب في دخولها الإسلام وأنه بذل ما في وسعه لدعوتها إليه.
 
ومن جهة أخرى كان لخبر إسلامها وقع الصاعقة على والديها المقيمين بعيدا في شيكاغو. فقد كان أبوها غليظا جافيا ولم يقبل فكرة إسلامها بأي حال. لذا فقد قطعا ما كانا عوداها عليه من الزيارة بين الحين والآخر؛ احتجاجا على إسلامها، ولكنها رغم ذلك رأت أن من حقهما عليها أن تصلهما برّا بهما وطمعا في أن يهديهما الله للإسلام.
 
 وقد كانت تتحمل عناء السفر مع أطفالها من لوس أنجلس إلى شيكاغو لزيارتهما والإحسان إليهما، ثم تعود منهوكة بعد كل زيارة. وقد ظهر تأثير هذه الزيارات على الوالدين وإعجابهما بأخلاق أحفادهما وسلوكهم الإسلامي؛ فاضطرا إلى الإقرار ولو بلسان الحال أن الإسلام ليس ذلك الرعب الذي توقعاه من قبل. ولذا فقد قررا زيارة ابنتهما في منزلها كما كانا يفعلان سابقا.
 
 وعندما وصلا إلى لوس أنجلس كان هناك تطلع كبير ورجاء أن تكون هذه الزيارة فرصة مناسبة لدعوتهما إلى الإسلام، وأثناء مقامهما في لوس أنجلس لدى ابنتهما وزوجها دعوتهما لطعام العشاء مع عائلة ابنتهما.
 
كما دعوت أحد الأخوة وزوجته التي هي الأخرى أمريكية حديثة عهد بإسلام وملتزمة بالحجاب والآداب الإسلامية. وقد كان الاجتماع إلى المائدة مفيدا في تعريفهما بالإسلام ودعوتهما إليه، ولكنهما غادرا لوس انجلس بعد فترة وجيزة دون أن يظهر منهما رغبة في الدخول فيه رغم جهد ابنتهما في ذلك.
 
 وبعد فترة ذكرت لي زوجتي أن ريحانة حزينة جدا لدرجة أنها تراها تبكي؛ وذلك لأن أمها مريضة جدا، وهي تخشى عليها من أن تموت وهي كافرة فتكون من أهل النار.
 
ومع الأسف فقد حدث ذلك وماتت أمها على الكفر. وأصبح الحديث إلى الأب بعد ذلك أشد صعوبة، ومع ذلك ازدادت محاولات ريحانة وزوجها لدعوته، فقد سافرت إليه في "شيكاغو" عدة مرات ولكن دون جدوى.
 
كما قد تحدثت إليه بالهاتف عدة مرات، وبعد انتقالي إلى ديترويت اتصلت به ودعوته لزيارتي في ديترويت، ولكنه رفض ذلك واعتذر مازحا عن زيارة ديترويت لما لها من سمعة سيئة كما ذكر. ولا يزال على هذه الحال، وابنته تحاول دعوته. نسأل الله أن يهديه للحق وأن يثبتنا عليه جميعا.
 
الكاتب: امتياز أحمد
 
المصدر: موقع لها أون لاين